عبدالرازق حسن يحيا Admin
عدد الرسائل : 793 العمر : 47 الموقع : https://abdo77.yoo7.com تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: ت الجزى الرابع عشر للزير سالم 1/12/2008, 3:43 am | |
| (قال الراوي ) فاسيقظت بنات كليب من المنام وايقظن عمهن بهذا الشعر والنظام :
يقولون اليتامى يا مهلهل أتانا كليب يستنجد اخاه كليب قام من وسط المقادير وصار كليب في وسط الحياه
(قال الراوي ) كان الزير قد استيقظ من منامه فأرىالبنات حوا ليه فقال لهن رايت اباكم في المنام ثم حدثهن بما سمعه وراة بالكمال والتمام فبكين بكاء شديدا فقال الزير ان هذا المنام بدل على عجب وحادث يقع عن قريب فاستدعا بعض الرمالين اليه وقص ذلك المنام عليه فضرب الرمل الرمال ورسم الاشكال وولد البنات من الامهات حتى عرف حقيقة الخبر فقال له لك البشرى يا فارس الصدام فان جساس سوف يقتل من بعد ايام وذلك من يد شخص يظهر من لحمك ودمك واشار يقول : يقول بشير اسمع يامهلهل ايا سالم فابشر زال همك اتاك النصر من رب البريا انه العرش من خيرات عمك وقد ظهر رسول الرمل عندي سيظهر شخص من لحمك ودمك فيقتل في الوغا جساس حالا وانت ترجه ويزول همك وتهلك بعده ا ولاد مره وستقيهم جميعا كاس سمك
( قال الراوي ) فلما سمع المهلهل هذا الشعر من الرمال فرح واستبشر وقال له انتم ذلك الكلام ابشر مني ببلوغ المرام ثم انه احسن اليه ووعده بكل جميل ولما اصبح الصباح واشرق بنوره ولاح ركب المهلهل الى الحرب والكفاح وتبعه الابطال والفرسان وركب ايضا الامير جساس بالرجال واشجعان وقتتلوا طول ذلك النهار وقتل المهلهل منهم عدد كثير المقدار وما زالوا في اشد القتال الي ان دقوا الطبول الانفصال فافترقت الطوائف عن بعضها ونزلت كل فرقه في ارضها واما الهجرس فانه لم يركب مع جساس في ذلك اليوم فاجتمع جساس باخته الجليله في المساء وقال لها ان ابنك لم يقاتل معنا ولا نعلم ما هو السبب فا ساليه واعلميني بما يقول فسالته امه عن عدم خروجه الى حرب فقال له اعلمي يا اماه انه لايلقاني في قتال الزير سوى حصان خال جساس الاخرج ان وهبني اياه فانا اعطيه عوضه راس المهلهل فان قبل بهذا الطلب بلغته غايه الارب فرجعت الجليله على الاثر واعلمت اخاها جساس بهذا الخبر فوهب الحصان وقال له ان قتلت هذا الشيطان تكون علينا ملك ونحن لك غلمانا واعوانا ففرح الجرو بذلك وضمن لجسا س قتل الزير اما الفرسان القواد ولما اصبح الصباح واضاء بنورة ولاح ركب الجرو الحصان المذكور وتبعه كل فارس مشهور وكان الزير قد ركب وطلب براز فرسان وقال اين جساس الجبان فليبرز الى الميدان فبرز الجرو اليه وهجم عليه واشار يقول وعمر السامعين يطول :
يقول الهجرس يا مهلهل ان عزرائيل اقبل اين تعدى اليوم مني سوف تلقاني وتقتل اني كمن قد جاك لاتحسبني بظنك
( قال الراوي) فلما فرغ الهجرس من شعره حمل عليه وكان المهلهل قد مال قلبه اليه وتحركت جميع اعضائه وكان الزير يبطل مضاربه بحسن اختياره ولا كان قلبه يطاوعه على قتله ودماره وما زال على تلك الحال وهما في عراك وقتال الى ان دقت طبول الانفصال وعاد العسكران عن ساحه المجال ورجع المهلهل الى الاطلال واجتمع ببنات اخيه كليب واعلمهن بحديث الغلام وما جرى بينهما في معركه الصدام وكيف انه اشبه الناس بابيهما كليب في الصوره والقتال ثم قال لليمامه اعلميني هل كانت امك الجليله حامله لما ذهبت الى بيت ابيها فقالت نعم ياعمي كان لها نحو شهرين ولكن ماهو معنى هذا السوال فانشد وقال :
يقول الزير ابو ليلى المهلهل مربع الخيل انتصدت الينا يمامه اسمعي مني كلامي ايا ست الملاح المحسنينا برزت اليوم للميدان حتى اقاتل ال مره اجمعينا فبارزني غلام غريب منهم له عزم كما الصخر المينا كمثل اباكم وجها وحربا فذكرني ليالي الماضينا فقد قاتلته في كل لطف وهو يطعن طعان القاتلينا فحملاته وطعانه قويه تقد الصخر والزرد المتيينا فلماانتهى من شعره اجابته اليمامه تقول :
الايا عم اسمع ما اقوله لتفهم سالم الخبر اليقينا فامي حامله من يوم راحت وحق الله رب العالمينا ولست ادري ايش جابت ابنت ام غلام يا فطينا ثلاثه اشارات لي في كليب اشارات بعقلي راسخينا ركب يوما بقرب النوم مره وقال ايا يمامه انظرينا من التفاح اعطاني ثلاثه وقال بذي الثلاثه تضربينا فانكسوف تحتاجي اليهم اذا ظهر لناحقا بنونا ضربته بواحده يا عم راحت بضرب رقابه راحت طحينا وثاني واحده في رمحه وثالثهم خطفها باليمينا غدا انزل واضربه ثلاثه كفل ابي ايا عمي الحنونا يكون اخي اذا سوى نظره وان خالف يكون غريب فينا
عسى الله يدركنا بلطفه وينصرنا اله العالمي
نا ( قال الراوي ) فلما فرغت اليمامه من شعرها ونظامها وعمها يسمع فحوى كلاهما قال لها فعل ابوك ذلك قالت قبل موته بشهرين عندما كنت بير السباع وقد صممت الان ان ارافقك الى الميدان واضربه بالتفاح في ساحه الكفاح وان افعل كما فعل ابي يكون لاشك اخي وبه ابلغ اربي .
الجزء التاسع وفي ثاني الايام ركب الزير للحرب والصدام وركبت معه اليمامه وقد اخذت معها ثلاثة تفاحات وكان الجرو قد ركب ايضا بالابطال فصال وجال وطلب الزير للحرب والقتال فبرزت اليه اليمامه بالعجل وقالت انا اقاتلك اليوم دون المهلهل فاستعظم الجرو ذلك ولم يعلم السبب ثم ان اليمامه اخذت تفاحه ولوحتها بيدها وضربته بها فاخذها برجله مع الركاب فطحنها طحنا ثم انها ضربته بالثانيه فأخذها على سنان الرمح ثم أخذت الثالثه وقالت اللهم ياخالق الخلق امح الباطل واكشف الحق فأخذها بيده ووضعها في جيبه فلما شاهدت الحال ايقنت انه اخوها لا محاله فنزلت عن ظهر الجواد وتقدمت اليه والقت نفسها عليه وقالت اهلا وسهلا يا أخي ابن ابي وامي فأنت والله ابن كليب دون شك ولا ريب وقد ربيت في دار العدا والحمد لله الذي عرفناك بعد طول المدى فقال لها انا ابن شاليش ايتها السيدة الحرة وامي هي الجليلة بنت مرة فقالت انت ابن الامير كليب ثم انشدت تقول :
قالت يمامه من ضمايرها دمع العيون على الخدين هنان اسمع اخي قصتي وافهم معانيها ياقاهر العدا في وسط ميدان ابوك خانه جساس ايا سندي بطعنة يا عظيم القدر والشأن شاليش خالك كل الناس تعرفه اهل الاعارب قاضيها ومن دان وعمك الزير فخر الناس كلهم وفارس الخيل من عجم وعربان فاسأل لامك ثم سرك اكتمه وارجع الينا فأنت اليوم في أمان
( قال الراوي ) فلما فرغت اليمامه من شعرها تأكدت عنده تلك القضيه لان قلبه كان لايميل الى جساس ولا الى احد من بني مرة ولا سيما انه قد حن قلبه الى اليمامه فقال لها سرا لقد صدقت بقولك هذا فاذهبي الان وعند الصباح اتبعكم الى الاوطان ثم توقفت عن القتال ورجع الى عند امه في الحال واخبرها بذلك الشأن وان تعلمه من هو أبوه من الفرسان وحلف لها بالاله الديان انها ان كتمت عنه حقيقه الخبر قتلها وجعلها عبرة لم اعتبر لفما علمت امه بأتن الخبر قد اتصل اليه وان الامر ماعاد يخفي عليه اعلمته بالقصة من أولها الى آخرها وأوقفته على باطنها وظاها واشارت اليه تقول من فؤاد متبول :
الجليله قالت ابيات نار قلبي بالحشا زادت لظا استمع يا ولدي فيما اقوله يا ضيا عيني وياكل المنى انت روحي افتهم مني الكلام قول صادق ليس فيه من خفا ان ابوك كليب سور المحصنات قاهر الابطال في يوم الوغى واخوته خمسون اعمامك جميع كلهم فرسان طعانه قنا اربعه من الست يا ابني حقيقي كل واحد سبع ربي بالفلا منهم المسمى ابوك كليب كان والفتى الزير المهلهل يا منى والفتى المسمى عدي درعان هذه الاربعه اتةا منها سوا ثم ست واربعين خلافهم من الجواري والسراري والاما كلهم يا امير اعمامك لهم كل واحد الف يطعن بالوغا وابوك كليب سار على الجميع بالفروسية مع جود وسخا جاء جساس خالك باق فيه وتركني بعده مثل الاما وطردني عمك الزير بعده فرحت الى اهلي دون الملا قد كنت حامل فيك بعد ابيك فولدتك في تلك الحما رحت سميتك على اسم الكلاب سرت كانك سبع رابي بالفلا وانا والله من خوفي عليك قلت اخي شاليش انه لك ابا وانا اعلمتك افعل ما تريد صفا عينشي ووقتي ما تعكر
( قال الروامي ) فلما فرغت الجليلة من هذا الشعر بكى الجرو بكاء شديد ولام أمه على كتمان الامر ثم انه صبر الى الليل فركب وسار بالعجل الى عند المهلهل وصحبه العبد ابو شهوان الذي كان ارسله اليه عمه فارس الفرسان وفي اثناء الطريق أراه العبد قصر ابيه وقبره المصفح بالذهب وعينيه واجتمعت جميع شقايقه ومن يلوذ به من اهله واقاربه فوقعو عليه وترحبو به وكان الزير افرح الخلق ولما استقر به الجلوس وطابت من القوم النفوس قال الجرو الحمد لله رب الكائنات الذي جمع شملنا بعد الشتات فوالله العظيم رب موسى وابراهيم لا بد لي من قتل جساس واجعله مثل بين الناس لانه فجعني بابي تاجي وفخري وتركني يتيما طول دهري فقال له الزير لا بد من قتله على رؤوس الاشهاد وانت تكون الحاكم بعد ابيك على هذه البلاد ثم انشد وقال : يقول الزير ابو ليلى المهلهل صفا عيشي وقتي ما تعكر أتاني السعد من رب البرايا واتانا السعد لما النحس ادبر فقبل ظهوره كنا حزانا نقضي الليل في قلق ونسهر على فقد الفتى الماجد كليبا ثوى غدرا له جساس فنظر وفي دمه كتب بالبلاطة وصايا عشر ابيات او اكثر يوصيني بقوله لا تصالح فسالم انت ان صالحت تخسر واطرد الجليلة من حمانا عدوة كعبها ما كان اخضر طردناها وهي بالجرو حامل من يقدر على رد المقدر انا فيهم فتكت بحد سيفي وانت القصد منهم تكبر واني ما بكيت على كليب اخذت بثاره بالسيف مجهر فابكي حيث ما خلف ذكورا بنات الكل ما له طفل يذكر ولما خالقي انعم علينا وجانا الجرو كالسبع الغضنفر صفا عيشي وقد نلت المقاصد وزال النحس عنا ثم ادبر وبعد يا ابني اسمع كلامي انا عمك وانت الليث قسور فقم اجلس على كرسي ابوك وفي احوال اخواتك تبصر
(قال الراوي) فلما فرغ الزير من الشعر والنظام قال الجرو اطال الله بقاك ونصرك على جميع حسادك واعداك وبلغت قصدك ومناك انني والله يا عم في قلق وغم فلا تزول احزاني وانال اربي حتى آخذ بثار ابي واقطع راس جساس واجعله مثل بين الناس فشكره جميع اهله واعمامه وبعد ذلك قال له الزير ما هو الراي عندنا يا ابن اخي قال الراي عندي اني اغير عليكم نهار غد واخذ نوقكم وجمالكم الى جساس واقول له باني اتيت اليوم باموالهم ومواشيهم وغدا اتي اليك براس الزير ثم احاربك وتكون انت واضع قربه من الدم تحت جانبك فاطعنك بالرمح فخذه تحت ابطك والقي نفسك على الارض فتنشق القربة ويهرق الدم وانا اصيح على جساس واقول له قد قتلت عدوك يا خال انزل اليه واقطع راسه لقد زال الكدر وبلغنا اليوم الوطر وعندما ياتي اليك فتقوم اليه بالعجل وتعدمه الحياة لانه لم يعلم بقدومي عليكم وبهذه الوسيلة تتم الحيلة وتتخلص من هذه الورطة الوبيلة فاستصوب الزير رايه ثم انه ودعهم وسار وحده الي الديار بني مره وعند الصباح ركب الجرو في جماعه من الفرسان وساق مواشي بني قيس من الرعيان با تفاق الامير مهلهل ليت الميدان فخرج الامير جساس وسادات من بني مره وشكروا الجرو على هذه الغنيمه ( قال الراوي ) فاتقف في تلك الليله بان جساس راى حلما غريبا وهو انه ابصر ذاته بانه كان قد ربى عنده جرو وذهب واكان يوده ويحبه فلما انتهى وترعرع وتصاحب مع سبع كاسر على فالفه الى ان كان في بعض الايام اغار السبع على مواشي بني مره وهجم على نسائهم واولادهم وجعل يفترس كبارهم وصغارهم وكان الذئب يساعده يساعده عليهم فاغتاظ جساس من فعال الاسد فسلالسيف وهجم عليه يريد قتله واعدامه فوثب عليه الذئب من ورائه ونهشه فالقاه صريعا على الارض ففاق جساس مرعوبا من هذا الحلم فنهض في الحال وسار الى الديوان وجمع اخوته وباقي السادات والاعيان واعلمهم بذلك المنام فقالوا هذه اضغاث احلام وما زاالوا يهرنون عليه حتى راق وزال عنه القلق والكدر ولما اصبح الصباح ركب الزير يطلب الحرب والكفاح وركب الامير جساس وهو في قلقل ووسواس وكان الجرو قد اوعد بهلاك القوم وقتل المهلهل في ذلك اليوم ولما التقى الفريقان برز الجرو الى ساحه الميدانفبرز اليه المهلهل فالتقاه الجرو وصال وجال وطعنه بالرمح طعنه كاذبه فسحبها المهلهل من تحت ابطه فراحت خائبه والقى نفسه على الارض من فوق ظهر الحصان خديعه على عيون الفرسان ليظهر لهم انه قد مات وحلت به الافاق فعند ذلك صاح الجرو الله اكبر على من طغى وتجبر فقد ظنا المراد بقتل الزير الذى اهلك العباد ثم صاح على جساس وقال له انزل يا خال واقطع راس عدوك فقد قتلته وكفيتك شره فلما راه يختبط بدمه نزل عن ظهر القميره وهو يظن انه قد بلغ غايه مراده ولما اقترب منه نهض الزير على قدميه وقبضه من لحيته وهجم الجرو ايضا عليه ووضع الرمح بين كتفيه فعند ذلك علم جساس انها حيله قد تمت عليه وتاكد عنده صحه المنام فاخذ يخاطب الجرو بهذا الشعر والنظام
قال جساس الذي شاهد وفاه ياسياج البيض في طعن القنا انني بك يا ابن اختي مستجير فاجرني يا ابن اختي من القنا
فاجابه الجرو بهذه الابيات :
ايا خال اقصر عن ملامك دنى اجلك وقد وافى حمامك تقول اجرني يا ابن اختي الا يا جرو اعطينا زمانك قتلت كليب طلما وعدوانا تظنوا بانني اسمع كلامك وبعد كليب اصبحت حاكم تسامى في الملا ايضا كلامك طغيت وجرت في حكمك علينا فاذني لم تعد تسمع كلامك تريد اليوم منا ان نجيرك فهذا ماتشوفه في منامك
( قال الراوي ) فلما فرغ الجرو من كلامه جعل جساس يتوسل إليه بأن يعفو عنه وقال بالله عليك أن تصفح عني فأن الذي مضى قد مضى وهل اذا قتلتني يعيش كليب ويقوم فاتركني لوجه الله الواحد القيوم فقال الجرو لابد من قتلك كما قتلت أبي حتى أكون قد بلغت أربي فلما أطال بينهما الخطاب قال لهما الزير أراكما قد أطلتما الكلام والعتاب فعند ذلك طعنه الجرو بالرمح في صدره فخرج يلمع من ظهره وتقدم اليه الزير بالسيف على راسه فقطعه ثم وضع فمه على عنقه وجعل يمصه حتى شرب جميع دمه وكان الجرو ينهش في لحمه حتى بلغ مراده وشفى فؤاده وبعد ذلك أعطى الرأس الى الجرو ليأخذه الى شقايقه فسلمه الجرو الي بعض عبيده وهجم مع قومه في باقي الابطال على جموع بني مرة في الحال وأذا قومه الوبال بلغوا منهم الآمال وكانت بنو مرة لما علمت بقتل جساس أيقنت بالموت الاحمر لانه كان القائد الاكبر وعليه الاعتماد في الحرب والطراد فولت الادبار وطلبت الهزيمه والفرار وكان المهلهل قد قتل منهم في ذلك النهار خلقا كثيرا بهذا المقدار فمنهم أمراء وقواد وسادات وأمجاد وأما الذين سلموا منهم فانهم طلبوا الزمام من الزير والجرو فأجاروهم وعفوا عنهم بشرط أن يكونوا مثل العبيد لا ينقلون سلاح ولا يحضرون حربا ولا كفاحا ولا يوقدون نارا لا ليلا ولانهارا ولايعرف لهم قبر ميت في جوار لا في مقبرة ولا في دار ألا مشتتين في البراري والقفار يقضوا حياتهم بضرب الطبل ونفخ المزمار وأن غابت نساءهم طول النهار لا يسألها فين كانت بل يسألها أيش جابت وليس لهم صفه سوى الرقص والخلاعة فقبلوا على هذا الشرط بكل رضا وقناعه وبعد هذه الشروط تسلطن الجرو على كل القبائل نظير أبيه وطاعته العباد وشاع ذكره في البلاد وفرحت بنات كليب كل الفرح وزال عنهم الغم والترح وخلعن عنهم ثياب السواد وكان ذلك النهار عندهم من أعظم الأعياد وكان الجرو قد تزوج بثلاث بنات وولد له ولدان فسمي الاول تغلب والثاني مالك ولما بغا سن الرجولية زوجهما ببنتين شقيقتين وهما بنات الامير هلال حاكم حماة وزوج أخته اليمامة للأمير مفلح أبن الأمير مدكور وهذا ماجرى بينهم وهكذا أتصل الحسب والنسب وخمدت نيران الحروب بين قبائل العرب وكان أفرح الناس الأمير مهلهل وكان الجرو قد عرض عليه الزواج فامتنع وكان منعكفا على الجلوس في الخيام وأكل الطعام وشرب المدام وأقام له عشرون عبدا في رسم خدمته وكان يرقد وينام وهو لابس آله الحرب والصدام لانه كان قد أعتاد عليه مدة الحروب والشهور التي أستمرت اربعين سنه وكسور كما في التاريخ مذكور هذا ما كان من أمر المهلهل في تلك الايام وسوف يقع له حديث وكلام واما الجرو فأنه قد زوج أربعة من شقايقة إلى جماعة من الامراء وصنع لهن ولائم وأفراح مدة طويله وأما ولداه مالك وتغلب بقيا مدة خمسة عشر سنة ولم يرزقا بأولاد من بنات الامير هلال المذكور وبعد نهاية المدة طلبت نسأءهما زيارة أهلهما في حماة فطلب أزواجهما من أبيهما الجرو أن يأذن لهم بذلك فأمر لهم فساروا مع نسأئهما الى تلك الاطراف ولما بلغ الامير هلال بقدوم أصهاره بنسائهما خرج للتفاهم مع ولده الامير مفلح وخرجت معهما اليمامه الامير مفلح المذكور وخرج أيضا أكابر المدينه فألتقوهم بالترحاب والاكرام وأنزلوهم في أحسن مكان وقاموا في تلك الاوطان مدة من الزمان وهم في سرور وأفراح وبسط وأنشراح ولما صمم الامير مالك وتغلب على الرجوع الى الاطلال مات الامير مفلح مع أبيه الامير هلال فأقاما يحكمان في تلك الديار وأنقادت لامرهما أهل تلك البلاد وكانا محبوبان من جميع العباد وكانت اليمامه بعد وفاة بعلها ذهبت الى عند أهلها . ( قال الراوي ) فاتفق ذات يوم ان الامير مالك قال لاخيه تغلب أعلم ياأخي انه قد مضى علينا مدة من الزمان ولم نرزق بولد ذكر حتى يبقى لنا ذكر يذكر بين البشر فدعنا نتزوج الان على نساءنا فلعل الله يرزقنا بأولاد والا أنقطع نسلنا من بين العباد فقال تغلب من الصواب ان نصلي الى الله في هذه الليله ونتضرع اليه أن يرزقنا أولاد من نسائنا لانه على كل شيء قدير فامتثل أخوه رأيه وصليا تلك الليله بحراره قلب وأشار تغلب يقول وعمرالسامعين يطول :
يقول الفتي تغلب على ما جرى بدمع جرى فوق الخدود نهور أقول وفي قلبي من البين لوعه وبي حسرات طي الفؤاد تثور الفراق أبينا الجرو والزير عمنا عليهم قلبي والحشا مكسور يارب يارحمن ياسامع الدعا عليك أتكالنا يا جابر المكسور سألناك ربي بالخليل وأبنه بحق الذي اليه العبيد تزور فيا رب يارحمن اجير قلوبنا بجاه عيسى وموسى والفضل المشهور بجاه داود مع يحيى مع الخضر وبالعرش والكرسي وبحر النور ترزقنا بولدين يحيوا ذكرنا أيا من ترزق كل وحش كسور
( قال الراوي ) وكان الامير تغلب ينشده هذه الابيات وأخوه مالك يقول آمين يا رب العالمين فاستجاب الله دعاهما ولم يخيب شكواهما فما مضت مدة يسيرة وبرهه قصيرة حتى حبلت نساءهما ولما تمت ايامهما ولدنا الاثنان في يوم واحد فولدت زوجة مالك بنتا وزوجة تغلب ولدا ذكرا فقامت في الحي الافراح والمسرات وكان جناب الاميرين في الصيد والقنص فأرسلوا لهما بعض العبيد يبشرهما بذلك وكان اسمه مسرور فلما اقبل عليهما العبد قالا له علامك يا مسرور ابشير ام نذير فقال اني بشير واشار اليهما بهذه الابيات :
قال الداعي المسمى مسرور ياسادتي اتيتكم قاصد بشير ياأمير مالك اتاك بنت كالقمر ووجها كالشمس والبدر المنير وانت يا تغلب اتاك غلام يفرح القلب المتيم يا أمير اتيت اليكم حالا بلا بطا فوق حمرا كأنها طير يطير اريد منكم ياكرام بشارتي اجبروا بالله قلبي الكسير
( قال الراوي ) فلما سمعا كلام العبد فرحا فرحاً شديدا واعتقا العبد واعطوه الف دينار ولما حضرا الى الحي امرا بذبح الذبائح وأولما الولائم وأقاما الفرح والسرور لمدة شهرين كاملين وارسلا حالا يعلما اباهما وعمهما الزير ويبشرهما بذلك وسميا الغلام الاوس والبنت مي وتعاهدا الاخان على زواج البنت بالغلام اذا كبر ولما بلغ الجرو والمهلهل ذلك الخبر فرحا جداً وشكرا الله على هذه النعمه العظيمه وركب الجرو في جمع غفير من قومه وابطاله وسار جهت اولاده لانه كان لديه غاية الاشتياق لمشاهدتهما ولما اقترب من تلك الديار وبلغ ولديه قدومه خرج لملاقاته في موكب عظيم
| |
|