عبدالرازق حسن يحيا Admin
عدد الرسائل : 793 العمر : 46 الموقع : https://abdo77.yoo7.com تاريخ التسجيل : 26/04/2008
| موضوع: البرجوازى ال üصغير 11/12/2009, 8:39 pm | |
| بعض قصه قصيره اعجبتنى من كتابات الاديب العالمى المصرى نجيب محفوظ وعنوانها البرجوازى الصغير وتوضيح معنى البرجوازيه وفروقاتها بين الطبقات البشريه
البرجوازى ال üصغيررابط القصه http://naguibmahfouz.shorouk.com/in_thepress/press_10.pdfلو الرابط الى فوق مش شعال اقراها من هنا وهزه القصه كامله 45 البرجوازى ال üصغير د. محمد مندور لو عايز تكبر الخط اضغط فى الكيبورد على مفتاح كنترول ومعاه الزائد او الكنترول ومعاه مفتاح f11 البرجوازى الصغير هو أحمد أفندى عاكف، الذى لقيه الأستاذ نجيب محفوظ فى «خان الخليلى »، فالتقط لنا صورته الجسمية والنفسية بل والاجتماعية أيضًا، وذلك لا لأنه بطل من أبطال الإنسانية، ولا علم من أعلام الحياة العامة، ولكن لأنه مثلى ومثلك، من آلاف الناس الذين يكونون تلك الطبقة الوسطى، التى يسمونها فى أوربا بالبرجوازية الصغيرة، بعد أن حلت البرجوازية الكبيرة ذات الثراء الواسع، الذى تدره الصناعة والتجارة، محل الأرستقراطية القديمة التى كانت تقوم على الدم الأزرق أو إقطاع الأرض. أحمد أفندى عاكف نموذج بشرى لتلك الطبقة الوسطى، التى تكون العمود الفقرى فى المجتمع المصرى، وتكون همزة الوصل بين طبقة العمال الكادحين والسادة المترفين، بل لعلها الطبقة القلقة المعذبة، التى لا تريد أن تطمئن إلى الحياة كما تطمئن الطبقة الدنيا، لتأخذ منها ما تستطيع منحه من ملذات ومباهج فى غير تذمر ولا سخط، كما لا تستطيع فى سهولة أن تشبع طموحها، فترتفع إلى مستوى الطبقة العليا، أى البرجوازية الكبيرة، وتدخل بين صفوفها لتتمتع بما تنعم به تلك الطبقة من مال وجاه وسلطان. وبالرغم من هذا القلق والعذاب المقيم، فإن تلك الطبقة لا تخلو من فضائل رائعة، بل لعلها تنفرد دون غيرها بطائفة من الفضائل التى ترفع من قيمة الإنسانية. وفى رأس تلك الفضائل يأتى الإحساس الصارم بالمسئولية العائلية، والتضحية فى سبيل الأسرة، والتفانى فى سبيل الأهل والإخوة. وهذه الفضائل هى التى قربت أحمد أفندى عاكف من نفس نجيب محفوظ، بل ومن نفوسنا جميعا، لما 46 فيها من إنسانية وخلق كريم، يرتفع ميزانها عندنا نحن الشرقيين، الذين تعمر قلوبنا بروحية الأديان والمثل العليا. ولقد حرص نجيب محفوظ على أن يصور فى دقة أحمد أفندى عاكف لكى نستطيع أن نتعرف إليه إذا لقيناه، ولا أظننا إلا ملاقيه فى كل يوم فى خان الخليلى وغيره من أحياء القاهرة، التى تقطنها البرجوازية الصغيرة. ومن المؤكد أن نلقاه أيضا فى دواوين الحكومة التى يعمل فيها هو وأمثاله، فى حياة راتبة كئيبة، تتلاحق السنون دون أن تحرك شيئا من مائها الآسن. وإليك هذه الصورة: «أحمد أفندى عاكف كهل يدنو من ختام الأربعين، عسى أن يسترعى الانتباه بنحافة قامته وطولها واضطراب ملابسه اضطرابا يستدر الرثاء، والواقع أن تكسر بنطلونه، وانحسار ذراعى الجاكتة عن رسغيه، وتلبد العرق والغبار على حرف طربوشه، وتقبض القميص ورثاثة رباط الرقبة، وصلعته البيضاوية، وسعى المشيب إلى قذاله وفوديه، كل أولئك أوهم بتكبير سنه، وفيما عدا ذلك فوجهه نحيل مستطيل شاحب اللون ذو رأس صغير مستطيل، ينحدر انحدارا خفيفا إلى جبهة تميل إلى الضيق، يحدها حاجبان مستقيمان خفيفان متباعدان، يظلان عينين بالغتين فى امتدادهما وضيقهما، فهما يكادان أن يملآ صفحة الوجه الضيقة، فإذا ضيقها ليحد بصره، أو ليتقى شعاع الشمس، بدتا مغمضتين، واختفى لونهما العسلى العميق، وقد تساقطت أهدابهما واحمرت احمرارا خفيفا، يتوسطهما أنف دقيق، وفم رقيق الشفتين، وذقن صغير مدبب .» ولقد يدفعنا حب الاستطلاع إلى أن نتساءل عن سر إهمال أحمد أفندى لنفسه وعدم عنايته بملابسه، فنجد أن نجيب محفوظ قد ساوره نفس التساؤل فأجهد نفسه فى تحرى الأمر، وإذا به يعلم أن أحمد أفندى الذى ينحسر ذراعا الجاكتة عن رسغيه الآن... إلخ.. قد كان يوما ممن يعنون بحسن هندامهم وأناقتهم، وكان يبدو إذ ذاك فى صورة مقبولة، ولكن اليأس والحرص، وما اعتراه بعد ذلك من داء التشبه بالمفكرين، نزع به عن أية عناية بنفسه أو بلباسه. وما أن اكتشف نجيب محفوظ هذا التطور فى صورة أحمد عاكف الخارجية. حتى أخذ ينقب عن أسبابها الداخلية، التى ترجع فى معظمها إلى ظروف الحياة وقسوة المجتمع، فعلم أن أحمد أفندى «كان قارئا نهما لا تروى له غلة، وقد أدمن على القراءة إدمانا قاتلا، وأكب عليها عشرين عاما كاملا من عام 1921 تاريخ حصوله على البكالوريا إلى عام 1941 . بيد أنها امتازت منذ البدء 47 بخصائص لم تفارقها مدى العشرين عاما، وهى أنها قراءة عامة لا تعرف التخصص ولا العمق نزاعة إلى المعارف القديمة سريعة مضطربة، لعل السبب فى عدم تركيزها، ما كان من اضطراره إلى الانقطاع عن الدراسة بعد البكالوريا، مما لم يهيئ له فرصة منتظمة للتخصص. وكان لذلك الانقطاع آثار بالغة فى حياته الاجتماعية والنفسية، لم ينج من شرها مدى الحياة، أما سببه فهو أن أباه أحيل على المعاش فى ذاك الوقت، وكان يشارف الأربعين لإضاعته عهدة مصلحية بإهماله، وتطاوله على المحققين الإداريين، فأجبر أحمد عاكف على قطع حياته الدراسية والالتحاق بوظيفة صغيرة، لينفق على أسرته المحطمة، ويربى أخويه الصغيرين اللذين مات أحدهما، وصار الثانى موظفا ببنك مصر. ولقد كان نجيب محفوظ يستطيع أن يجد فى أحمد أفندى عاكف غنيمة باردة يطبق عليها نظريات فرويد وغيره من علماء التحليل النفسى، الذى لابد أن الأستاذ محفوظ قد درسه، أو درس طرفا منه، أثناء إعداده لليسانس الفلسفة بجامعة القاهرة. ولكن الظاهر أن نجيب محفوظ يدرك أن الثقافة الحقة هى أن ننسى ما حصلناه، بعد أن يكون قد أدى وظيفته فى صقل النفس وشحذ القدرة على الملاحظة والمشاركة الوجدانية، كما أنه لابد مقدر أن مهمته كقصاص، أسمى من مهمة علماء النفس وأعلى درجة فى سلم الإنسانية، ولذلك لا نراه يتهم أحمد أفندى عاكف بما كان يستطيع تلاميذ فرويد وحواريوه أن يتهموه به، لو أنهم لا قوة فى فجاج الحياة. فنجيب محفوظ لا يراه مريضا بمركب نقص ولا بغيره من العقد النفسية، التى يرى فرويد وحواريوه فى ظروف أحمد عاكف ما يمكن أن يولدها. وإنما يكتفى بأن يقص علينا طرفا من تصرفات أحمد أفندى فى الحياة، وأن يصور جانبا من مشاعره، دون أن يترك فكرة علمية تسيطر على عقله وخياله وقوة ملاحظته، فتتلف حكمه على الرجل. ولذلك لم تخرج الصورة النهائية لأحمد أفندى عاكف من يدى نجيب محفوظ، صورة رجل مريض ملطخة بلون واحد هو السواد، بل على الععيبمن ذلك لم يضن نجيب محفوظ على الرجل بشىء من عطفه. ولا غرابة فى ذلك، فنجيب محفوظ لم يلاحظ الرجل من نافذة برج عاجى بل نزل إلى الشارع، إن لم يكن إلى الزقاق، الذى يقيم فيه أحمد عاكف بحى خان الخليلى، الذى انتقل إليه هو وأسرته بسبب الغارات الجوية، التى اضطرتهم إلى الانتقال من منزلهم القديم بحى السكاكينى القريب من العباسية، هدف الهجوم عندئذ. ولعل نجيب محفوظ من أولئك الإنسانيين الذين يحبون الضعفاء ويعطفون عليهم، ولا ينكرون طموحهم المشروع فى عرف الحياة، 48 وينادون مع ألفريد دى فينى قائلين: «إننى بقدر ما أحب الأقوياء أحب الضعفاء، الذين يلقون وسط الأمواج الصاخبة بأذرعهم الهزيلة ». وتلك نظرة إنسانية لم تنم عن عطف على الحياة فحسب، بل واحترام لها. وإلا فمن الذى يستطيع أن ينكر على أحمد أفندى عاكف حقه المشروع بحكم الحياة ذاتها فى أن يتطلع إلى رفع مستواه، وتحقيق طموحه المشروع؟ ومن ذا الذى يضن عليه بالعطف، عندما يحس ما وقر فى أعماقه من إنه شهيد مضطهد وعبقرية مقبورة وضحية مظلومة للحظ العاثر، وبخاصة إذا ذكرنا أن نجيب محفوظ رغم دقة ملاحظته ومهارة تحرياته لم يعلم أن هذا الاعتقاد قد دفع أحمد أفندى عاكف إلى الإساءة إلى غيره من البشر، أو أحاله إلى مجرم ساخط على الإنسانية، دائب على تحطيمها، وإهدار كل القيم الإنسانية. وكل ما لاحظه نجيب محفوظ بحق هو أن أحمد أفندى عاكف كان يطمئن إلى «المعلم نونو » الخطاط، أكثر من اطمئنانه إلى أحمد أفندى راشد المحامى، وذلك لأن عاكف أفندى كان يحس كموظف بتفوقه الاجتماعى والثقافى على المعلم نونو، بينما كان يشعر بشىء من التمرد الحنق إزاء الأستاذ راشد، الذى أتم دراسة القانون وأصبح محاميًا، بينما لم يستطع عاكف أفندى أن يحقق هذا الحلم، ونفض يده من الدراسة الليلية بعد أن رسب فى امتحان السنة الأولى بالحقوق. بسبب اضطراره إلى أن يكتفى بالانتساب من الخارج، حيث كان يعمل فى الصباح بوزارة الأشغال، ليقوت نفسه ويقوت أسرته. وما نظن أن هذا التصرف يرجع إلى مرض نفسى. فعاكف أفندى رغم اطمئنانه للمعلم نونو، فإنه كان يغبطه بل ويحسده أحيانا، لما لاحظه فيه من رضى بالحياة، وقدرة على خوض غمارها واستهانة بآلامها وأعبائها. وقد تركزت فلسفته فى الحياة فى جملة واحدة كانت تصعد من الزقاق إلى نافذة عاكف أفندى وهى «ملعون أبو الدنيا !!» وإذا كان هناك أى شك فى أن أحمد أفندى عاكف لم يصب بعقدة نقص أو غيرها من الأمراض النفسية التى يدعى الفرويديون أنها تتلف حياة البشر، وتنزل بهم إلى منزلة حيوانية شريرة، فإن هذا الشك يتبدد، عندما نطالع ما حدثنا به نجيب محفوظ من فضائل أحمد عاكف وقدرته على التضحية بنفسه وماله وسعادته فى سبيل أسرته، وبخاصة أخوه الصغير رشدى عاكف، الذى تكفل بتربيته وتعليمه حتى حصل على بكالوريوس التجارة، وتوظف ببنك مصر فى فرع أسيوط أولا، ثم نقل إلى القاهرة، 49 حيث حطم أحلام أخيه الأكبر، وبدد سعادته المرتقبة بعد طول الزمن، إذ استطاع بفض نضرة شبابه وفيض حيويته وجسارته، أن ينتزع حب نوال بنت الجيران من أخيه الكهل المفرط الحياء. ولقد كان أحمد أفندى عاكف يستطيع أن يخبر أخاه الصغير الذى ينزله منزلة الأب بتعلقه بنوال، ويطلب إليه الانصراف عنها لتخلص له فيتزوج منها، ولكنه على الععيبمن ذلك آثر أن يكتم شعوره نحو هذه الفتاة، وأن يخلى السبيل لأخيه الصغير بالرغم من قسوة ما تحمل فى سبيل ذلك من آلام. بل لقد أصيب أخوه رشدى بعد ذلك بمرض السل، فحنا عليه أحمد حنوا رائعا، ووالاه بعطفه ومواساته على أنبل نحو وأرقاه فى سلم الإنسانية. ثم حم القضاء فمات رشدى وأصبح أحمد أفندى بعد أن انقضت غمرة الحزن فى حل من أن يعود إلى الفتاة. ولكن وفاءه لذكرى أخيه الحبيبة إلى نفسه، زادته صلابة فى تضحية سعادته، ومحاربة كل خاطر يعاوده عن تلك الفتاة، وهكذا أيد أحمد أفندى ما قلناه من أنه أنموذج لتلك الطبقة الوسطى التى تتمثل فيها خير فضائل المجتمع، رغم ما تعانيه من محن وآلام. نعم إن قسوة الظروف لم تجعل من أحمد أفندى عاكف رجلا مريضا أو شريرا، بل ظل مثلى ومثلك ومثل نجيب محفوظ، رجلا عاديا كغيره من آلاف الرجال الذين تقسو عليهم أحيانًا الحياة، وتقصر ملكاتهم عن تحقيق طموحهم، فيشقون ويتمردون، بل ويتمنون فى لحظة خاطفة أن لو دمر العالم مع نجاتهم هم ومن يعلقون بهم سعادتهم، كما تمنى أحمد أفندى عاكف فى إحدى لحظات يأسه وشعوره بالضعف، أن لو بادت القاهرة بمن فيها ولم يبق إلا هو ونوال فيفوز بها دون غريم أو منافس، ولكن مثل هذه اللحظات التى يسيطر فيها ضعفنا البشرى على عقولنا وحسنا الخلقى، لا تلبث أن تتبدد، وأن نستعيذ منها بنزعة الخير الأصيلة فى نفوس أحمد أفندى طبقته الاجتماعية. ولا أدل على ذلك من أن نجيب محفوظ لم يلحظ عليه أية خاطرة ولو عابرة، من غبطة ظاهرة أو خفية، بل ولا من انفراج كرب، لوفاة أخيه رشدى وإمكان انفراده بنوال. وعلى الععيبمن ذلك حزن أحمد أفندى لوفاة أخيه حزنا عميقا، وظل وفيا لذكراه، قاسيا على نفسه، متحملا جميع أرزاء الحياة فى شجاعة وصبر كريم. هذا هو البرجوازى الصغير أحمد أفندى عاكف كما صوره نجيب محفوظ وأحسن التصوير. ولقد يستطيع الفرويديون أن يقتنصوه ليشرحوه فى معاملهم، ولكن نجيب محفوظ لن يكون مسئولا عن هذا الشطط، بعد أن صور فأحسن التصوير فى دقة 50 وأمانة، ولاحظ أنه إذا كانت هذه الطبقة الوسطى تضطرب حياتها بالألم والسخط والتمرد، كما تضطرب بعض علاقاتها الاجتماعية، بسبب طموحها الفاشل، وتخبطها فى الجهاد للارتفاع عن مستوى طبقتها الاجتماعى، والثورة على أوضاع الحياة، وكثرة السخط، نتيجة لإيمانها المسرف بحقها المضطهد، وعبقريتها الشهيدة فإنها مع ذلك تحتفظ بالكثير من أسمى الفضائل الإنسانية، التى يأتى فى قمتها تقديس الأسرة والتضحية فى سبيلها، وهذه الفضائل هى التى حملت نجيب محفوظ كما حملتنا على العطف على أحمد أفندى عاكف البرجوازى الصغير، أنموذج الطبقة الوسطى المصرية، بما فيها من هنات وفضائل، قد تتفاوت نسبها، ولكنها فى جملتها حقائق، يستطيع أن يتثبت منها كل مصرى إذا أمعن النظر فى سكان خان الخليلى، وغيره من أحياء القاهرة، وذلك بشرط أن يحسن الملاحظة، لأن ملاحظة ما نراه كل يوم أمر شاق، يحتاج كما قال روسو إلى كثير من الفلسفة، التى وهبها الله لنجيب محفوظ. عن كتاب «قضايا جديدة فى أدبنا الحديث »
بيروت 1958 | |
|
مصر
عدد الرسائل : 55 العمر : 39 تاريخ التسجيل : 21/07/2008
| موضوع: رد: البرجوازى ال üصغير 18/12/2009, 11:22 pm | |
| جزاك الله على الموضوع بس انا شايفه ان احمد عاكف دا مش موجود منه دلوقتى خااااااااااااالص | |
|